استشارات الحزن
نتفهم أن الحزن يعتبر أمر شخصي ويتفاعل الناس معه بطرق مختلفة، تقدم لايف وركس الدعم النفسي المفصّل للأفراد أو المؤسسات من أجل تمكينهم من التعامل مع الحزن.
مزايا استشارات الحزن
في حين أنّ معظم الأشخاص لا يعتبر استشارات الحزن بالأمر الضروري بغرض التعامل مع فقدان أحد الأحبّة، لكن يوجد هنالك بعض المزايا الهامة والمحتملة لهذه الاستشارات لأولئك الذين يعانون بشكل غير اعتيادي. في حال مرور الفرد بتجربة مريرة قبل تعرضه للفقدان أو في حال معاناته من حزن مزمن يؤثر على سير حياته الطبيعية، عندها قد تتمكن استشارة الحزن من معالجة حالته الشديدة وإحراز تقدم ملحوظ في عملية الاستشفاء. علاوة على ذلك، فكما جرت العادة يكون العلاج التطوعي ناجعًا.
استشارات الحزن للبالغين
في حال طلب الفرد استشارة حزن، فإن هذا القسم يبيًن الأمور المنتظرة من جلساتهم
يتمثل الهدف الأساسي من معظم استشارات الحزن بمساندة المريض على دمج واقع خسارته مع سير حياته اليومية، ومساعدته على الحفاظ على علاقته بمن فقدهم بشكل صحي. وفقًا للدكتور روبرت أ. نيمير، عالم النفس السريري والخبير في علاج الحزن، فإنّ هناك خطوتان مبدئيتان تشكل عاملًا مهمًا للتعامل مع المراجعين الذين فقدوا مؤخرًا:
معالجة أحداث الوفاة
يحفز الأطباء مراجعيهم الذين فقدوا عزيزًا لهم على سرد مأساتهم، حيث يعتبر هذا الإجراء خطوة أولى على طريق الشفاء. يجب على الطبيب أن يخلق مساحة آمنة للمراجعين ويعزز ثقتهم لكي يتمكنوا من الإفصاح عن حيثيات ما جرى لهم بكل أريحية، وعندما يحين الوقت لدعم المراجعين في سرد ما تعرضوا إليه من فقدان، سيتمتعون بقدرة أكبر على التواصل الفعّال مع الطبيب.
الوصول إلى أساس العلاقة
علاوةً على إصغاء الطبيب لحالة المراجع، فسيحيط الطبيب أيضًا بكافة تفاصيل علاقة المريض بفقيده. كما يقول نيمير، “قد يكتب الموت نهاية الحياة، لكن ليس بالضرورة أن يكتبها للعلاقة”. سيوجه الطبيب المريض من خلال تعليمه الطريقة المثلى لإعادة بناء علاقته مع أحبائه عوضًا عن التخلي عنها.
حالما يتم تغطية الأساسيات، سيتم الانتقال إلى بعض التقنيات المختصة بالحزن.
التقنيات المعتمدة في استشارات الحزن
تتمثل أهم ثلاثة أمور يمكن أن يفعلها استشاري الحزن الجيد لمراجعيه بالآتي:
1. إفساح المجال للمريض بالتحدث عن فقيده، وطرح الأسئلة حول الفقيد وتهيئة الجو المناسب الذي يسمح له بالحديث عن ذلك.
2. التمييز بين الحزن والصدمة. في حال محاولات المريض الحثيثة من أجل إخراج صورة الفقيد من رأسه أو استذكاره للحظة فقدانه له، فعندها يشخص المريض بمعاناته من الصدمة التي قد تقف حجر عثرة في طريق شفائه وتجاوزه لحزنه.
3. التعامل مع أي شعور بالذنب يراود المريض ومساعدته على ضبط الحزن. قد يراود المريض الشعور بالذنب حيال أفعال قد قام بارتكابها أو لم يقم بينما كان فقيده على قيد الحياة، أو قد يشعر بالذنب حيال عدم شعوره بالحزن الكافي أو تخطيه فاجعة الفقدان بسرعة. تشجيع المريض على التغلب على شعور الذنب والحرص على عيش حياة تكرّم فقيده، حتى لو توجب ذلك نسيان فقيده لفترة من الزمن.
للأسف، فإنّ الحزن هو أمر محتّم لا مفر منه في الحياة.
في وقت ما من الحياة سنخسر جميعًا شخصًا عزيزًا علينا – قد يعيش معظمنا تجربة الفقدان أكثر من مرة خلال الحياة- وغالبًا ما يتجاوز هذا الفقدان حدود توقعاتنا.
في حال شعورنا بالانهيار التام أو المعاناة لفترة زمنية طويلة، فقد يكون هذا مؤشر لأهمية تقديم خدمات الدعم لنا من قبل الأخصائيين للمضي قدمًا على طريق الحياة.
في هذا السياقة، سنغطي العوامل الأساسية لاستشارات وعلاج الحزن وسنقدم الاقتراحات والنصح والمشورة والتقنيات والممارسات الواجب تطبيقها من قبل الشخص المحزون خلال فترة الفقدان، حيث يعتبر جزء من نظام الدعم للأشخاص المحزونين أو مهمة أخصائي الصحة العقلية.