الأطفال والمراهقون
الصحة النفسية للأطفال والمراهقين جزء أساسي من صحة الأطفال العامة. ولها علاقة تفاعلية مع صحتهم الجسدية تبعاً لتطورهم العاطفي، الإدراكي، الاجتماعي والبيولوجي.
تصيب مشاكل الصحة النفسية حوالي 1 من أصل 10 أطفال ويافعين. تشمل الاكتئاب والقلق والاضطراب السلوكي وغالباً ما تكون ردة فعل مباشرة على ما يحدث في حياتهم.
المقلق أنَّه مع ذلك، 70% من الأطفال واليافعين الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية لم يتلقوا تدخلاً مناسباً في عمر مبكر بشكل كافٍ.
السلامة العاطفية للأطفال لا تقل أهمية عن صحتهم الجسدية. فالصحة النفسية الجيدة تمكن الأطفال واليافعين من تطوير المرونة اللازمة للتعامل مع أي شيء ترميه الحياة لهم وليكبروا ليصبحوا بالغين أصحاء وواعين.
الأشياء التي يمكن أن تحافظ على الصحة النفسية للأطفال واليافعين تتضمن:
- صحة جسدية جيدة، نظام غذائي متوازن، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- امتلاك الوقت والحرية للعب، في الداخل والخارج.
- أن يكونوا جزءاً من عائلة منسجمة معظم الوقت.
- أن يذهبوا إلى مدرسة تهتم بصحة وسلامة كافة طلابها.
- المشاركة في نشاطات محلية لليافعين.
العوامل الأخرى مهمة أيضاً، ومنها:
- أن يشعروا بأنهم محبوبون وموثوق بهم ومفهومون ومقدرون وآمنون.
- أن يهتموا بالحياة ويحظوا بالفرصة للاستمتاع.
- التفاؤل والشعور بالأمل
- القدرة على التعلم والحصول على فرصة للنجاح
- أن يتقبلوا أنفسهم ويدركوا الأشياء التي يبرعون بها.
- الشعور بالانتماء لعائلتهم ومدرستهم ومجتمعهم.
- الشعوربأن لديهم بعض السيطرة على حياتهم.
- القوة للتكيف عندما يكون هناك شيء خطأ ما (المرونة) والقدرة على حل المشاكل.
معظم الأطفال يكبرون سليمين نفسياً، لكن الإحصائيات تظهر أن عدد الأطفال واليافعين الذين يعانون من مشاكل نفسية أكبر مما كان عليه منذ 30 عاماً. وهذا قد يعزى إلى التغيرات في أسلوب حياتنا اليوم وكيفية تأثير ذلك على تجربة النمو.
التعامل مع التغير
غالباً الأشياء التي تحدث مع الأطفال لا تقود وحدها إلى مشاكل نفسية من تلقاء نفسها، لكن الأحداث الصادمة يمكن أن تستثير مشاكل لدى الأطفال واليافعين الحساسين في الأساس.
عادة ما يلعب التغيير دور المسبب: انتقال السكن أو المدرسة، أو ولادة أخ أو أخت أصغر مثلاً، بعض الأطفال الذين يبدؤون عامهم الدراسي يشعرون بحماس للقاء أصدقاء جدد والقيام بأنشطة جديدة، لكن ربما هنالك أيضاً البعض الآخر ممن يشعرون بالقلق حيال دخول بيئة جديدة.
غالباً ما يعاني المراهقون من اضطرابات عاطفية مع تطور عقولهم وأجسادهم. تقبل الذات والتمرن يشكلان جزءاً مهماً من عملية النمو. يواجه بعض اليافعين صعوبة في الانتقال إلى مرحلة البلوغ وربما يلجؤون إلى الكحول أو المخدرات أو غيرها من المواد التي ممكن أن تؤثرعلى صحتهم النفسية.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل الخطرة التي تجعل الأطفال والمراهقين أكثرعرضة لمواجهة مشاكل نفسية دون غيرهم، لكنها لا تعني بالضرورة حتمية المشاكل أو احتماليتها.
من بعض هذه العناصر:
- الإصابة بمرض جسدي طويل الأمد
- وجود والد يعاني من مشاكل نفسية، مثل مشاكل كحولية أو مشاكل قانونية.
- تجربة فقدان شخص مقرب.
- طلاق أو انفصال الوالدين.
- التعرض الشديد للتنمر، أو الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- الفقر أو التشرد.
- التمييز، ربما بسبب العرق أو الجنس أو الدين.
- التصرف كراعٍ لقريب ما، تحمل مسؤوليات البالغين.
- المعاناة من صعوبات تعلم طويلة الأمد.
العوامل الخطرة على الصحة النفسية للأطفال والبالغين
كل مرحلة من التطور تجلب تحديات محددة للأطفال، وهم يميلون لتجاوزها كجزء طبيعي من النمو. الحالات النفسية ممكن أن تجعل هذه التحديات أكثر صعوبة. قد يعود ظهورها إلى أحداث في حياة الطفل. تلك الأحداث قد تكون صادمة مثل التعرض للتنمر، وقد تكون عادية كالانتقال إلى منزل جديد.
كل طفل يستجيب بشكل مختلف لتغيرات الحياة، ومن بعض الأحداث التي قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية للطفل أو المراهق:
- ولادة أشقاء.
- وفاة شخص يحبه، كفرد من أفراد العائلة أو حيوان أليف.
- الاعتداء الجنسي أو الجسدي.
- الفقر أو التشرد.
- الكوارث الطبيعية
- الانتقال إلى مكان جديد أو مدرسة جديدة.
- التعرض للتنمر.
- تحمل مسؤوليات تتجاوز ما يناسب عمره.
- طلاق الوالدين أو انفصالهما.
يمكن للعمر والجنس التأثير على مرونة الطفل أو المراهق أمام تغيرات الحياة. على سبيل المثال، الأطفال الأصغرسنًا يتكيفون بسهولة أكبر مع الطلاق مقارنة بالأطفال الأكبر سناً. كما تلعب العوامل الوراثية دوراً أيضاً، فبعض مشاكل الصحة النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن تتوارث في العائلات.
إحصائيات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين
قد يعاني 4 ملايين طفل ومراهق تقريباً من مشاكل نفسية، مما يمكن أن يسبب مشاكل في البيت والمدرسة ومع الأصدقاء. قدّرت إحدى الدراسات معدل بعض الحالات عند الأطفال والمراهقين:
- فرط النشاط ADHD : 6.8%
- الحالات السلوكية: 3.5%
- القلق: 3%
- التوحد: 1.1%
- متلازمة توريت: 0.2%
هذه الحالات ليست إلا جزءاً مما يعانيه الأطفال والمراهقون، الإحصائيات لا تشمل جميع الحالات التي قد تصيبهم.
وجدَت دراسة في عام 2009 أن فقط نصف الأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق واضطرابات الأكل والاكتئاب وفرط النشاط قد تلقوا الرعاية. كما وجدت الدراسة أيضاً أن الأمريكيين من أصول أفريقية والمكسيكيين يطلبون المساعدة بنسبة أقل، قد يعني هذا وجود فجوات في الوصول إلى العلاج للمراهقين من الأقليات.
المراهقون والعلاقات
عندما يصل الأطفال إلى مرحلة المراهقة، يمكن أن تسبب العلاقات صراعاً، العلاقات الأفلاطونية أو العاطفية قد تشكل هذا الضغط، كما أن العلاقات بين الأهل والأطفال ضرورية لتطورٍ صحي، لكن من الممكن أن يصابوا بالتوتر بسبب التغيرات التي تصاحب المراهقة. على سبيل المثال، قد يقلق المراهقون بشأن العلاقات العاطفية. بعض المراهقين يصبحون في غاية التوتر حول العلاقات وهذا ما قد يؤدي إلى مشاكل في الصحة النفسية وسوية حياة متدنية.
أظهر استطلاع للرأي أن 35% من المراهقين لديهم تجربة في المواعدة والعلاقات. وأظهرت دراسة أخرى أن ثُلث المراهقين في العلاقات سيتعرضون للإساءة من قبل شُركائهم.التعرض للإساءة في العلاقة والحميمية يمكن أن يزيد من مخاطر مشاكل الصحة النفسية، وإيذاء النفس كمشاعر مشتركة.
الطعام ومشاكل الأكل عند الأطفال والمراهقين
يمكن أن يسبب الضغط الاجتماعي والتوتر اضطرابات في الأكل عند المراهقين. أشارت إحدى الدراسات إلى أنها تؤثر على 10% تقريباً من شابات الولايات المتحدة، ويعد فقدان الشهية والشره المرضي شكلين شائعين لهذه الحالة. كان يُعتقد في الماضي أن اضطراب الأكل يحدث في الغالب لدى الشابات، لكن من المعروف الآن أن سلوكيات الأكل المضطربة والمخاوف ذات الصلة تصيب الناس على اختلاف جنسهم.
الأكل المضطرب يمكن أن يؤذي الصحة الجسدية وتقدير الذات، كما يمكن أن يؤدي إلى سوء تغذية أو إيذاء النفس وأمراض القلب والانتحار أو الجوع. كونوا واعين بعادات الأكل عند ابنائكم المراهقين، وكونوا مدركين للطريقة التي تتحدثون بها معهم عن الطعام والغذاء وزيادة الوزن وفقدانه. شجعوا على علاقة صحية وإيجابية بين العقل والجسد. في حال إظهار المراهقين لأنماط من اضطراب الأكل، تعاملوا مع المشكلة بحذر، واعملوا معهم لإيجاد أي مساعدة يحتاجونها.
يتبع برنامج الرعاية الصحي الرحيم لدى لايف وركس نهجاً خاصاُ في الرعاية الصحية، حيث يتم التعامل مع الصحة النفسية بشكل فعال بطريقة اليقظة الواعية..
على مدى العقد الماضي، عَملَ فريقنا في لايف وركس بجد لتعزيز الراحة العقلية والعاطفية للأطفال والمراهقين، من خلال تقديم خدمات في إطار من اليقظة والتعاطف والرعاية. إن تميّز نهج الرعاية الصحية لدينا هو أننا نؤمن بأهمية الصحة العقلية التي تؤثر على صحتنا الجسدية وسعادتنا بشكل عام.
تختلف لايف وركس عن أي عيادة قد زرتها في الماضي، لذلك نرحب برؤية منشأتنا وتجربة الرعاية الصحية الرحيمة لك ولأسرتك في جميع الأوقات. من الاستقبال إلى جلسات الاستشارة مع أطبائنا، سيضمن فريقنا استمتاعك بالمساعدة في الوقت المناسب وتجربة الرعاية الصحية الذهبية!